الجمال نيوز تلخص لكم متابعينا الكرام أهم ما جاء من هل أنهى الاتفاق الإبراهيمي مبادرة السلام العربية؟ . الجمال نيوز ،

في 20 سبتمبر 2020، وقعت دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وإسرائيل على بنود الاتفاق الإبراهيمي في البيت الأبيض برعاية أميركية. ويبدو أن هذه الاتفاق قد تطور بسرعة متناهية وغير متوقعة. ففي الوقت الذي قابلت فيه واشنطن هذا الاتفاق بالغبطة والسرور إلا أن دول الطوق المحيطة بإسرائيل لم ينتابها راحة لأن ذلك قد يعني الكثير من المفاجآت: التطبيع بوتيرة أسرع، وفاة مبادرة السلام العربية التي طرحت في العام 2002 في بيروت، تجاوز القضية المركزية وهي الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع فلسطيني إسرائيلي وعدم التطرق لقضية القدس الشرقية بانتظار التطبيع النهائي بين إسرائيل ودول المنطقة.

حين أعلن عن إبرام الاتفاق الإبراهيمي في واشنطن، اعتبرت أوساط فلسطينية وأردنية تلك العملية بالطعنة في الظهر بل مررت رسائل بأن الاتفاق سيقوض بشكل كامل مبادرة السلام العربية، ويعمل على إنهاء حل الدولتين بما يخدم المصالح الإسرائيلية على حساب الأردن وفلسطين. المبادرة العربية التي عرضت في قمة بيروت في العام 2002 طالبت إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي التي احتلتها من الدول العربية وحل القضايا الأخرى، بما في ذلك قضية اللاجئين، مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.

لذلك، فإن المعارضة الفلسطينية للاتفاق الإبراهيمي لم تنبع من مواقف أيديولوجية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بل لأنها منحت إسرائيل ما تريده دون تنازلات من تل أبيب للجانب الفلسطيني. أي أن الاتفاق أفرغ الرصيد السياسي الاستراتيجي الفلسطيني من أهميته، خاصة وأن توقيع الاتفاق جاء دون أي مشاورات جادة مع القيادة الفلسطينية وعلى خلفية المقاطعة الدبلوماسية الفلسطينية للولايات المتحدة وضعف العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والفلسطينيين ناهيك بأن الفلسطينيين رأوا أيضاً في الاتفاق بأنه وسيلة للضغط عليهم لتغيير موقفهم تجاه خطة الرئيس الأميركية السابق دونالد ترامب للسلام من أجل الازدهار أو ما عرف حينها بـ “صفقة القرن”.

في هذا السياق، رأى الأردن في الاتفاق بأنه قد يكون فرصة جديدة لإحياء المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية مع علم الأردن بأنه أمام تحدٍ كبير يكمن في أنه لا توجد استراتيجية موحدة بين دول الطوق وباقي الدول العربية للدفع بزخم لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط 1967. كما لا توجد شروط سياسية مفروضة على إسرائيل أو الفلسطينيين للامتثال لرؤية حل الدولتين بسبب غياب الاستراتيجية المتماسكة وعدم وجود التكييف السياسي.

بعد مضي أكثر من عامين على توقيع الاتفاق الابراهيمي، وأكثر من ربع قرن على اتفاق السلام الأردني الإسرائيلي واتفاق أوسلو، لم تتمكن دول المنطقة وإسرائيل من تشكيل كيان أمني إقليمي لخلق استراتيجية متماسكة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومعالجة الاحتياجات الأمنية الملحة في المنطقة.

إن التوترات الأخيرة التي تسببت بها إسرائيل تعود إلى راديكالية حكومتها وتجاهل المجتمع الدولي للحاجة الجادة إلى خريطة طريق تحيي معها الأفق السياسي، وبناء الثقة، والإسراع في توفير بيئة مواتية لاستئناف محادثات السلام لإنهاء الصراع وفق حل الدولتين ووقف التهجير وايقاف العمل على بناء المستوطنات والإبقاء على الوصاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية لأن أي خلل في ذلك يعني الدخول في دهاليز مظلمة لا توفر الأمن لإسرائيل بل تهدد بإنهاء اتفاقية وادي عربة الموقعة بين الأردن وإسرائيل لأن الأردن الرسمي تحت ضغط شعبي كبير متصاعد.

 

*  إعلامي وسياسي أردني

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “الجمال نيوز “.


الجمال نيوز محرك بحث اخبارى و يخلي موقعنا مسئوليتها الكاملة عن محتوي الخبر او الصور وانما تقع المسئولية علي الناشر الاصلي للخبر و كما يتحمل الناشر الاصلى حقوق النشر وحقوق الملكية الفكرية للخبر .تم نقل هذا الخبر اوتوماتيكيا وفي حالة امتلاكك للخبر وتريد حذفة او تكذيبة يرجي الرجوع الي المصدر الاصلي للخبر اولا ثم مراسلتنا لحذف الخبر