الجمال نيوز تلخص لكم متابعينا الكرام أهم ما جاء من هل تخرج أوروبا من “عباءة أمريكا” وتتجه نحو الصين؟ . الجمال نيوز ،

يبدو أن “القارة العجوز” تسير نحو حقبة جديدة، من خلال تطلعها لتقارب مع الصين؛ في محاولة لإنقاذ  اقتصاداتها في ظل الضغوطات التي تواجهها تحت وطأة تداعيات الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.

وبات التوجه الأوروبي نحو الصين جليًا من خلال هرولة المسؤولين الأوروبيين إلى بكين، ولعل أحدث تلك الزيارات هي التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصل إلى بكين في زيارة تستمر ثلاثة أيام، بحثًا عن بارقة أمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، الا أن هذا التقارب قد يصطدم بعض الشيء بصخر الهيمنة الأمريكية، والتي صعدت مؤخرًا من خطابها المناهض للصين بشأن ممارستها في تايوان.

إذ ترى فرنسا ضرورة تطبيق مبدأ الحياد بخصوص قضية تايوان، وهذا ما عبر عنه ماكرون، الأحد الماضي، بقوله إن أوروبا ليس لديها مصلحة في زيادة حدة الأزمة بشأن تايوان، وإنها يجب أن تنتهج استراتيجية مستقلة عن كل من واشنطن وبكين.

وتابع: “تجر أوروبا إلى المواجهة بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، وعلى الأوروبيين التفكير بمصالحهم”.

في المقابل ردت واشنطن على تصريحات ماكرون، مهددة بترك أوروبا تتعامل مع الأزمة الأوكرانية بمفردها والتركيز على قضية تايوان.

(تابعية أوروبا)

وفي خلال زيارته لبكين، دعا ماكرون أوروبا إلى عدم “الدخول في منطق الكتلة مقابل الكتلة”، مشددًا على ضرورة ألا تكون “تابعة” للولايات المتحدة أو للصين فيما يتعلق بتايوان. 

وقال ماكرون – قبل إجراء بكين مناورات عسكرية كبيرة حول تايوان – : “أسوأ شيء هو الاعتقاد أننا نحن الأوروبيين يجب أن نكون أتباعًا حول مسألة تايوان، وأن نتكيّف مع الإيقاع الأمريكي ورد الفعل الصيني المبالغ فيه”.

ودعا أوروبا إلى “الاستيقاظ”، مضيفًا: “أولويتنا ألّا نتكيّف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم”، متسائلًا: “لماذا علينا اتّباع الإيقاع الذي يختاره الآخرون؟.. في مرحلة ما، علينا أن نطرح على أنفسنا سؤال أين تكمن مصلحتنا علمًا بأننا لا نريد الدخول في منطق الكتلة مقابل الكتلة”.

وتعتبر بكين تايوان، البالغ عدد سكّانها 23 مليون نسمة، جزءًا لا يتجزّأ من أراضي الصين ولم تتمكّن بعد من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.

وفي مقابلته مع صحيفة “ليزيكو”، دعا ماكرون إلى أن يكون “الاستقلال الاستراتيجي” هو “معركة أوروبا”، محذرًا من أن “تسارع الاحتكار الثنائي” الصيني الأمريكي قد يؤدي إلى خسارة “الوقت والوسائل لتمويل” هذا “الاستقلال الاستراتيجي”.

وقال: “سنصبح تابعين في حين أننا قادرون على أن نكون القطب الثالث إذا كان لدينا بضع سنوات لتأسيسه”.

(تطلع أوروبا)

ويرى مراقبون وسياسيون أن أوروبا بجنوحها للتقارب مع الصين تستهدف عددًا من التطلعات الاقتصادية من بينها الارتفاع الملحوظ لحجم التجارة البينية التي بلغت حوالي 23 بالمئة في 2022 مقارنة بالعام 2021، ليصل إلى 856.3 مليار يورو (912.6 مليار دولار)، بحسب “يوروستات”.

وذكروا بأن الصين هي أكبر شريك تجاري لفرنسا في آسيا، وسادس أكبر شريك على مستوى العالم، مشيرين إلى أن فرنسا هي أكبر شريك تجاري للصين داخل الاتحاد الأوروبي، كما أنها كانت أول دولة تنشئ آلية مع الصين للتعاون بين الشركات في كلا البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق.

ويعتبر البعض أن هناك أزمة كبيرة في فرنسا وعموم أوروبا، ونوع من الخوف من تفاقم تلك الأزمة مع ضغوطات التضخم الحالية بسبب الحرب في أوكرانيا، والانعكاسات الواسعة على الداخل الأوروبي والتي تعبر عنها التظاهرات الممتدة في فرنسا وأسبانيا وحتى ألمانيا وعديد من الدول الأوروبية الأخرى.

وأضاف المراقبون أن فرنسا تعرف أن من مصلحتها ومن مصلحة الاتحاد الأوروبي فتح جسر مع العالم الجديد الذي يُبنى في سياق الأزمة الراهنة، وهو عالم متعدد الأقطاب، موضحين أن هذه المساعي “لها أبعاد تجارية مالية وأيضًا سياسية، على اعتبار أنه من الصعب بعد العقوبات المفروضة على روسيا أن يفتح الاتحاد الأوروبي جبهة ثانية مع الدول الأخرى (الصين تحديدًا)”.

وبناءً على ذلك “فتح الرئيس ماكرون الباب، وذهب إلى الصين، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، للتعبير عن أن هذه المبادرة ليست فقط تتعلق بفرنسا ولكن أيضًا تشمل كل دول الاتحاد التي تعاني من مشاكل اقتصادية ومالية”.

(قطب ثالث)

وأخيرًا يبدو أننا على أعتاب رؤية تبعية جديدة لأوروبا ولكن هذه المرة خارج “عباءة أمريكا”، أو أنها قد تخيب الظن لتصنع لنفسها قطبًا ثالثًا كما فعلت واشنطن وبكين.

إذ أن زيارة ماكرون للصين وتصريحاته هناك، أظهرت تزمر أوروبا من تلك التبعية، فمن المؤكد أن المثل الشهير في الريف الفرنسي الذي يقول: “شيئًا فشيئًا يبني العصفور عشه”، لم يفارق خاطر ماكرون وهو على متن طائرته بعد انتهاء زيارته إلى الصين.


الجمال نيوز محرك بحث اخبارى و يخلي موقعنا مسئوليتها الكاملة عن محتوي الخبر او الصور وانما تقع المسئولية علي الناشر الاصلي للخبر و كما يتحمل الناشر الاصلى حقوق النشر وحقوق الملكية الفكرية للخبر .تم نقل هذا الخبر اوتوماتيكيا وفي حالة امتلاكك للخبر وتريد حذفة او تكذيبة يرجي الرجوع الي المصدر الاصلي للخبر اولا ثم مراسلتنا لحذف الخبر