ماهية القرآن الكريم … الكتاب المقدس عند المسلمين . الجمال نيوز

الجمال نيوز – نتحدث اليوم حول ماهية القرآن الكريم … الكتاب المقدس عند المسلمين . الجمال نيوز والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول ماهية القرآن الكريم … الكتاب المقدس عند المسلمين . الجمال نيوز، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها الجمال نيوز بشكل عام.

جاءت الحوادث المتتالية في العديد من الدول بحرق الفران الكريم لتبرز عدة تساؤلات حول ماهية القرآن الكريم هذا الكتاب المقدس عند المسلمين الذي يجمع عليه ملايين المسلمين حول العالم ، يقع عندهم في مكانة فريدة بوصفه كلام الله المنزل علي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلي الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته ، هكذا يعتقد المسلمين ، هذا الكتاب إعجازه كان في تحدي بلاغة العرب اللغوية، فكان هو معجزة لغوية قهرت من كانوا يعتقدون بملكاتهم اللغوية وجعلهم عاجزين عن تصنيفه أو وصفه .

في حين أن الكتب في الديانات الأخري كانت تخضع لإعادة الكتابة والنسخ أو الإضافة، ظل القرآن الكريم منذ نزوله ثابتا راسخا لدي ملايين المسلمين، فهو عندهم كلام الله فالمساس به يعني المساس بعقائد المسلمين، فهو عندهم كلام الله : تمييزا له عن سائر كلام المخلوقين .

لذا يجمع المسلمين علي بلاغة القرآن الكريم وفصاحته ودقة تراكيبه وتناسق عباراته وقوة جرسه، فالقرآن في أعلي طبقات الكلام من ناحية جزالة ألفاظه ودلالتها علي المعني وهو في صورته اللفظية مع روعتها لا تعتبر من الشعر الموزون المقفي ولا من النثر المسجوع ولا من الخطابة المرسلة ، وإنما هو صورة منفردة لم يألفها العرب ولا غيرهم ، إن اختلاف المفاهيم والمعايير لدي الغرب عن مفاهيم ومعايير المسلمين خلق فجوة في فهم معني وقيمة القرآن الكريم ، فكل مسلم لا يخلو بيته من نسخة من القرآن الكريم ، بل إن بعضهم يضعه في السيارة وفي درج مكتبه وفي حقيبة اليد ، وتحفر أياته علي مجوهراته السيدات وتنقش علي جدران المنازل والمساجد، في شوارع المدن والقري في دول العالم الإسلامي تسمع آيات القرآن الكريم تتلي صباحا ، حتي صار هذا الكتاب حاضرا في حياتهم ليل نهار ، صار قراء القرآن الكريم نجوما في المجتمعات الإسلامية فيتحلق حولهم المسلمين مشدودين يتجاوبون مع قراء القرآن في حالة تنم عن وجدان وصفاء روح، بل إن العديد من المسلمين لهم ورد يتلونه يوميا من القرآن الكريم وأحيانا مرة كل أسبوع علي الأقل.

القرآن الكريم كتاب الله المقدس لا يغادر حياة المسلمين ، فلا يعقد زواج إلا بأيات منه ، ولا يدفن عزيز إلا بآيات منه ، حتي لا يولد طفل إلا وتستحضر أياته ، فكيف يمكن تصور أن يتقبل المسلمين بسهولة أو يتسامحوا مع إهانة هذا الكتاب، لذا ردود  الفعل لملايين المسلمين هي ردود فعل طبيعية  .

فالكتب المقدسة لدي الغرب تخضع لمناهج النقد والتحليل النقدي إلي حد إنكار بعض ما جاء بها ، في حين أنه من المستحيل عند المسلمين ذلك حتي أنه عندما حاول محمد أحمد خلف الله مناقشة أطروحته للدكتوراة في جامعة القاهرة ( الفن القصصي في القرآن الكريم ) وكانت تحت إشراف واحدا من المجددين وهو أمين الخولي فوجيء بموجه من الانتقادات أدت لرفض مناقشة الرسالة وتحويله من كادر التدريس بالجامعة إلي عمل إداري ، وإن كانت نشرت لاحقا ولاقت قبولا ، لكن حتي الخروج عن النمط السائد في العالم الإسلامي في التعامل مع القرآن لن يكون أمرا سهلا علي أحد .

أنا أعلم أن هذه الفجوة في فهم طبيعة هذا الكتاب في حياة المسلمين لدي الغرب كبيرة، فهو في حاجة ماسة للمراجعة وللنظر وللتأمل، كيفيمكن لملايين أن يعتقدوا في كتاب منزل من السماء ثم يصير مجال (للاحراق ) لدي أخرين ؟

يعترف القرأن الكريم بجميع الرسالات السماوية السابقة عليه، وبأنبياء الله ورسله السابقين الذين أرسلوا إلي قومهم، وبالكتب السماوية التي أوحيت إليهم، مثل : نوح ، أبراهيم ، موسي ، عيسي عليهم السلام .

وقد فرض – القرأن – علي المسلمين أن يؤمنوا بأولئك الأنبياء والرسل وبرسالاتهم : ( قولوا أمنا بالله وما أنزل إلي ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) سورة البقرة ، أي لا يكون المسلم مسلما ، إن لم يؤمن بأولئك الأنبياء والرسل عليهم السلام .

لهذا يضم القرأن الكريم بين دفتيه أصول الديانات السماوية التي نزلت قبله ، وقصص أنبيائها ورسلها مع قومهم، ويصحح بطرق وأساليب متعددة – مباشرة وغير مباشرة – ما نسب إلي الله سبحانه وتعالي وإلي الأنبياء والرسل من أقوال وأفعال ، وغير ذلك من الأخطاء التاريخية والعلمية التي وردت في العهدين : القديم والجديد ، وهو ما كان أيضا منذ القرن 19 م محل الدراسات في أوربا .

كما احتوي القرأن الكريم علي تسجيل معجزات الأنبياء السابقين مثل معجزات : ابراهيم وموسي وعيسي عليهم الصلاة والسلام، والتي لولا القرأن الكريم لما علم أحد بوقوعها علي وجه اليقين، نزل القرأن الكريم في مكة المكرمة حيث ولد الرسول صلي عليه وسلم وواجه في نشره عنتا ، ثم حين هاجر للمدينة المنورة فرارا بدينه ، استمر نزول القرأن عليه ، لذا اختلفت موضوعات القرأن الكريم التي نزلت في كل منهما ، فقد كان انكار الرسالة المحمدية في مكة عنيفا ، وفي المدينة كانت جماعة المسليمن لها السيطرة والنفوذ ثم النصر .

أسئلة الرسول

كان المسلمون والمشركون واليهود يوجهون أسئلة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم طوال فترة الدعوة ، ولذلك تجد عبارة ( يسألونك ) تتكرر في القرأن الكريم ، وكانت أيات القرأن الكريم تتنزل علي رسول الله صلي اللع عليه وسلم ، بالاجابات عن تلك الأسئلة مشفوعة بكلمة ( قل ) ، ولتصدير الايات بها مغزي لطيف يفهمه العربي بالسليقة، وهو توجيه الخطاب للرسول صلي الله عليه وسلم وتعليمه ما ينبغي أن يقول ، ولذلك تري الحكمة واضحة جلية ، من نزول القرأن الكريم منجما ، وليس دفعة واحدة .

من أسئلة المسلمين :

( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج )سورة البقرة أية 189 .

( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامي والمساكين وابن السبيل ) سورة البقرة أية 215 .

من أسئلة مشركي مكة التي وردت في القرأن الكريم :

يا محمد لنا وصف ربك فنزلت عليه سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد )

من أسئلة يهود المدينة المنورة ورد القرأن عليها :

( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عندي ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) سورة الأعراف 187 .

إن هذا الكتاب ( القرأن الكريم ) المقدس عند المسلمين كان محل عنايتهم ، فتطور الخط العربي في ظل حاجة لتدوين وحفظ القرأن الكريم ـ حتي صار الخط فنا متشعبا له أبعاد جمالية ، تكتب به الأيات لتزين جدران المنازل لتذكر المؤمن بالله سبحاه وتعالي ، والمصحف الشريف الوعاء الحامل للقرأن الكريم صارت له فنون تطورت من أجل أن يكون في أبهي حله ، فنري فنون : التجليد والزخرفة والتذهيب به متفردة .

 

* كاتب وبروفيسور مصري 

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “جريدة الجمال نيوز”

 


وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.