سفيرة السعودية في أمريكا: نريد أن نرى إسرائيل مزدهرة ولا نتحدث عن تطبيع ولكن تكامل . موقع الجمال نيوز

أطلقت سفيرة المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، تصريحات صادمة بشأن العلاقة المُحتملة بين المملكة وإسرائيل، وقالت إنها لا تتحدث عن “تطبيع” ولكن “تكامل في إطار شرق أوسط مزدهر”، معربة عن أملها في رؤية إسرائيل مزدهرة وأيضا فلسطين مزدهرة.
وقالت السفيرة ريما بنت بدر في ندوة في “مهرجان آسبن للأفكار”، الذي تستضيفه مدينة آسبن في ولاية كولورادو الأمريكية: “نريد أن نرى إسرائيل مزدهرة، ونريد أن نرى فلسطين مزدهرة، رؤية 2030 تتحدث عن شرق أوسط موحد ومتكامل ومزدهر”.
وتابعت: “كيف سيكون الأمر رائعا بالنسبة لأي يهودي ذهب وقام برحلات إلى إسرائيل، أن يشعر بمزيد من الأمان عند الذهاب إلى إسرائيل؟، وسيكون من الرائع أيضا أن يتمكن المسلمون من الذهاب إلى بيت لحم أو إلى القدس للصلاة فيها”.
وأشارت إلى جهود والدها الأمير بندر بن سلطان آل سعود، الذي شغل منصب سفير السعودية في واشنطن لأكثر من عقدين، حتى عام 2005، واحتفظ بعلاقات راسخة مع أقطاب الادارات الأمريكية المتعاقبة، من أجل حل الصراع في الشرق الأوسط.

اقرأ ايضا: السعودية: النووي مقابل التطبيع مع إسرائيل

‏وقالت: “إنني أحزن على تلك السنوات الـ23. كانت تلك 23 عامًا، عاش والدي على متن طائرة، وكرس حياته لحل هذا الوضع، لذلك لا شيء يسعدني أكثر من أن أكون أول دبلوماسية سعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، وأرى حلاً للأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، لأنها أزمة سلبتني والدي”.
وبخصوص ما أثير عن طلب السعودية من الولايات المتحدة، دعم بناء برنامجها النووي، مقابل التطبيع مع إسرائيل، وقالت الأميرة ريما بنت بندر: “المملكة العربية السعودية ستختار دائما الولايات المتحدة أولاً عندما يتعلق الأمر بالبحث عن تقنية جديدة”.
وقالت السفيرة السعودية: “نحن لا نقول تطبيع. نحن نتحدث عن شرق أوسط متكامل وموحد ككتلة مثل أوروبا، حيث لدينا جميعا حقوق سيادية ودول ذات سيادة، ولكن لدينا مصلحة مشتركة”، مضيفة: “هذا ليس تطبيعا. التطبيع هو أنك جالس هناك، وأنا أجلس هنا، ونتعايش نوعا ما، لكن بشكل منفصل. التكامل يعني أن موظفينا يتعاونون، وتتعاون أعمالنا، ويزدهر شبابنا”، لافتة إلى أن هذا الأمر يتماشى مع رؤية 2030 لشرق أوسط مزدهر ومتكامل.
لكن الأميرة ريما، رأت أن سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه الفلسطينيين “تُعقد الجهود للتوصل إلى سلام أوسع في المنطقة”، وقالت إن نهج الحكومة الإسرائيلية الحالي في الضفة الغربية “فظيع للغاية”، واصفة المستوطنات على وجه الخصوص بأنها “إشكالية وشيء نحاول حله”، مضيفة: “أعتقد أن الصراع قد استمر لفترة طويلة، وأن هذه الجدران قد تم بناؤها نفسياً وعاطفياً، ومن الصعب للغاية التغلب عليها”.
وأضافت أن “أي حل للنزاع يجب أن يأتي بسلام عادل وكرامة معيشية للطرفين، لا اعتقد أن هناك أي أم إسرائيلية تستيقظ كل صباح تحتفل بمجيئ الصواريخ، ولا اعتقد أن هناك أُمَا فلسطينية واحدة تحتفل بفقدان أبنها أو ابنتها، بسبب هذا الصراع”.
وأتت تصريحات سفيرة السعودية في واشنطن، في وقت يثور الحديث عن صفقة أمريكية إسرائيلية سعودية، يتم بمقتضاها تطبيع العلاقات بين المملكة الخليجية ودولة الاحتلال، تُحقق مكاسب لكل أطراف الصفقة، فإسرائيل ستحقق نصرا معنويا كبيرا بتطبيع العلاقات مع أهم دولة إسلامية، والسعودية تطلب حيازة التكنولوجيا النووية، فيما إدارة جو بايدن ستحقق اختراقا غير مسبوق في الشرق الأوسط.
وانفتحت المملكة العربية السعودية، في الأعوام الأخيرة، بشكل غير مسبوق على إسرائيل، واستقبلت المملكة عدة وفود إسرائيلية ويهودية زارت حتى المدينة المنورة، والتقت مسؤولين سعوديين، وسط تسريبات تحدثت عن لقاء عُقد بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأخيرا سمحت السعودية بعبور الطائرات الإسرائيلية من أجوائها.

اقرأ ايضا: إسرائيل تتوقع “التطبيع” مع السعودية خلال عام