صحفي إسرائيلي يكشف تفاصيل العلاقات السرية بين السعودية وإسرائيل . الجمال نيوز

أكدت أوساط سياسية في إسرائيل، أن العلاقات الاقتصادية والأمنية مع السعودية تتعمق لمواجهة ما تصفه بـ”التهديد الإيراني”، رغم أن الرياض تحاول التزام الصمت بسبب القضية الفلسطينية والوضع المتوتر في المسجد الأقصى والذي يمكن أن يؤثر على هذا التعاون.

وكشف نير دفوري، المراسل العسكري لـ”القناة 12″ العبرية، “لمحة عن العلاقات الثنائية بين الرياض وتل أبيب التي أقيمت خلف الكواليس”، لافتا إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين ورجال الأعمال والمستشارين يزورون السعودية بانتظام.

اقرأ ايضا: بومبيو يكشف تفاصيل عملية خطيرة نفذها “الموساد” في إيران بمساعدة واشنطن

وأضاف دفوري، أن ذلك “التعاون يدل على روابط عميقة تستمر في التوسع من حيث تبادل المعلومات والصناعات والمنتجات والأنظمة التي يشتريها السعوديون من إسرائيل، حتى بات الخط بينهما نشطًا للغاية هذه الأيام، واستقبال الإسرائيليين يتم وسط ترحيب حار في الرياض”.

وأشار في تقرير ترجمته “عربي21″، إلى أن “السعوديين متعطشون لقدرات إسرائيل في مجالات الأمن والإنترنت والزراعة والطب”، موضحًا أن “الجسر الأمني صحيح أنه حلقة الوصل بينهما، لكنه ليس وحده فقط، فالشركات الإسرائيلية الخاصة التي تتعامل في المجالات المدنية المختلفة تعمل ومعروفة في السعودية، ما قد يؤدي لزيادة مستوى العلاقات”. 

وتابع: “رغم أن المملكة اعترفت فعليًا بوجود إسرائيل، فإن العقبة الأكبر لا تزال قائمة وهي الموضوع الفلسطيني (…) القناعة السعودية أنه كلما تحدثوا أكثر عن العلاقات مع إسرائيل، فإن ذلك سيضر بفرصة تحقيق اتفاق تطبيع كامل، ولعل هذا هو توجه الملك سلمان بن عبد العزيز، لكن نجله ولي العهد محمد بن سلمان يعتقد خلاف ذلك، لكنه لن يتخذ خطوة التحدي حتى رحيل والده”.

وزعم مراسل القناة العبرية، أن “هناك ملفًا حساسًا قد يدفع بالتطبيع السعودي الإسرائيلي إلى الأمام، ويتعلق بدور ما للمملكة في المسجد الأقصى، ما سيمنحها قدرة على تطبيع الرأي العام والشعب السعودي دون صعوبة، وهذا ما يعتقده كبار المسؤولين الإسرائيليين”.

وأكمل: “صحيح أن زيارة نتنياهو لملك الأردن عبد الله الثاني تضمنت وعدًا بالحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن الأقصى هو بوابة للتقدم في العلاقات مع السعودية، ومن أجل التوصل لتفاهم معها، فإن إسرائيل مطالبة بإجراء اتصالات سرية وهادئة وممارسة حساسية عالية بشأن المسجد الأقصى، وبدونه قد يكون من الصعب اختراق العلاقات مع المملكة، وهذا ما يؤمن به كلا الجانبين”.

اقرأ ايضا: التطبيع بين السعودية وإسرائيل يقترب.. وحديث عن حقبة جديدة “مشروطة”

وأوضح دفوري في تقريره الذي وافقت الرقابة العسكرية على المعلومات الواردة فيه، أن “عاملًا آخر مؤثرًا على العلاقات الإسرائيلية السعودية هو علاقات الأخيرة بالولايات المتحدة، التي وقّعت خلال عهدي باراك أوباما ودونالد ترامب سلسلة من صفقات الأسلحة بقيمة 700 مليار دولار، للحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط، لكن بايدن قاد سياسة متناقضة تجاه المملكة، ما أسفر عن علاقات باردة. وأوضح أنه في “ظل قلق السعودية من إيران وافتقارها لردود جيدة على هجمات مسيّراتها وصواريخ كروز الحوثية، فإنها تبحث عن حلول في إسرائيل”.