كيف تؤثر رئاسة مجلس النواب الأميركي على الشرق الأوسط؟ . الجمال نيوز

الجمال نيوز تلخص لكم متابعينا الكرام أهم ما جاء من كيف تؤثر رئاسة مجلس النواب الأميركي على الشرق الأوسط؟ . الجمال نيوز ،

بعد مخاض عسير لاختيار رئيس لمجلس النواب الأميركي، ورغم أغلبية المقاعد التي حصدها الجمهوريون في التجديد النصفي، إلا أن التصويت الأخير تحت قبة الكابيتول هيل أظهرت حدة الخلافات بين الأحزاب التقليدية في الولايات المتحدة. ما صاحب انتخاب رئيس المجلس من تراشق سياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بل وبين أنصار الحزب الواحد: جمهوري – جمهوري، وديمقراطي – ديمقراطي كشف الهوة بين القيادات التشريعية في الولايات المتحدة ذاتها.

صحيح أن الزعيم الجمهوري في مجلس النواب، كيفن مكارثي، استطاع تأمين الأصوات اللازمة لانتخابه رئيساً للمجلس، بعد 15 جولة من التصويت على مدار أربعة ايام لينهي حالة فوضى لم يشهدها الكونغرس منذ أكثر من 160 عاماً، وذلك بسبب عرقلة نواب مؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب لانتخاب مكارث، إلا ان ذلك الفوز بعد عدة جولات يعني خسارة.

ما يهمنا في الشرق الأوسط هو السياسة الخارجية الأميركي للحكومة الحالية وما هو متوقع من سياسات الكونغرس. فحين فاز الجمهوريون بانتخابات التجديد النصفي في ٨ نوفمبر ٢٠٢٢، كان ذلك بمثابة تهديد لسياسات الرئيس جو بايدن، الديمقراطي. ولكن وبعد معركة حادة لانتخاب رئيس لمجلس النواب الأميركي، ظهر انقسام واضح في الحزب الجمهوري، بل باتت السياسة الخارجية الأميركية على المحك. فتقارير وزارة الدفاع الأميركية ومجلس العلاقات الخارجية تشير إلى أن التحديات الحالية والقادمة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط تتمثل في احتواء إيران النووية وحالة الجمود في المباحثات الإسرائيلية الفلسطينية في ظل حكومة يمينية في تل أبيب. والسؤال هنا: هل ستراعي واشنطن سياسة دعم الحلفاء في دول الخليج العربي؟ هل ستنهي محاولة التحالف بين سوريا وروسيا وإيران وعرقلة ميل بعض دول الشرق الأوسط إلى توسيع التعاون مع الصين وروسيا؟ هل ستستمر نظرة واشنطن إلى علاقاتها مع دول الخليج، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما هي عليه الان أم أن واشنطن ستحاول إبعاد تلك الدول عن ساحة الصين وروسيا بأي ثمن؟

كما أظهرت انقسامات الحزبين الأخيرة تحت قبة الكابيتول هيل أنه من الممكن تقسيم الشرق الأوسط بين دول تتأثر بسياسات الحزب الجمهوري وأخرى تتأثر بسياسات الحزب الديمقراطي. ففي واشنطن، يُحب كافة السياسيين، سواء أكانوا جمهوريين أم ديمقراطيين، شخصية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وهو ما سينعكس على طبيعة المرحلة القادمة رغم التحدي الذي تمثله تشكيلة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو. فهو الزعيم العربي الوحيد الذي يمكنه التعاطي مع السياسيين الأميركيين من كلا الحزبين ويمثل لهم مفتاح استقرار الشرق الأوسط. 

ممن ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء أننا أمام تحدٍ كبير آخر يتمثل في اصطفاف عدد من أنصار الحزب الجمهوري مع عدد من دول الخليج العربي مقابل ميل عدد من أنصار الحزب الديمقراطي مع تعديل الاتفاق النووي واستئناف المباحثات للوصول إلى اتفاق مع إيران حول هذا الملف، مشروطاً بتعديل سلوك بعض دول المشرق العربي ودول الخليج وفق منظور أميركي للأعوام 2033 – 2023.

ستسعى واشنطن إلى استئناف الاتفاق النووي لإبعاد إيران عن روسيا عبر استخدام الأساليب الديمقراطية والتحالف مع الدول الأخرى. وفيما يتعلق بدول الشرق الأوسط الأخرى، فسيتم فتح ملفات عديدة ومنها الديموقراطيات والحريات العامة وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير وتشكيل أحزاب معارضة. وهذه الملفات مهمة جداً وهي التي ستحدد شكل العلاقة مع واشنطن في الأعوام القادمة لأن هذه الملفات وبعد الفوز الصعب برئاسة مجلس النواب الأميركي مواضيع توافقية للغاية بين أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

 

*  إعلامي وسياسي أردني

اقرأ ايضا: نحو انتفاضة قادرة على الانتصار

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “الجمال نيوز “.


الجمال نيوز محرك بحث اخبارى و يخلي موقعنا مسئوليتها الكاملة عن محتوي الخبر او الصور وانما تقع المسئولية علي الناشر الاصلي للخبر و كما يتحمل الناشر الاصلى حقوق النشر و وحقوق الملكية الفكرية للخبر .تم نقل هذا الخبر اوتوماتيكيا وفي حالة امتلاكك للخبر وتريد حذفة او تكذيبة يرجي الرجوع الي المصدر الاصلي للخبر اولا ثم مراسلتنا لحذف الخبر