نتنياهو يُدير ظهره ليهود أمريكا ويٌلغي مشاركته في مؤتمرهم بإسرائيل . الجمال نيوز

أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإلغاء مشاركته في المؤتمر السنوي لـ “الاتحاد اليهودي لأمريكا الشمالية”، المعروف باسم الجمعية العامة، المنعقد هذا العام في تل أبيب، جدلا كبيرا في أوساط الدولة العبرية، إذ اعتبره مراقبون بمثابة “إعلان من حكومة نتنياهو بالانفصال عن أكبر وأهم جالية يهودية خارج إسرائيل”.
وأشارت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إلى أن “الاتحاد اليهودي لأمريكا الشمالية” (JFNA)، يعتبر “الأكثر تأثيرا” ضمن جالية اليهودية في أمريكا الشمالية، لافتة إلى وصول 3000 شخص، يمثلون 74 جالية يهودية في الولايات المتحدة وكندا.
وأوضحت أن هؤلاء الأشخاص هم من يدافعون عن إسرائيل في أوساط المجتمع الأمريكي وحتى داخل الإدارة السودانية، إذ يقودون بعثات التضامن مع دولة الاحتلال ويجمعون الأموال لمشاريع إنسانية وطارئة في إسرائيل، لاسيما في أوقات الحروب.
وقال سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة داني أيالون، إن “JFNA” هي أبرز وأقوى رمز للروابط التي لا تنفصم بين إسرائيل والولايات المتحدة من خلال الجالية اليهودية الأمريكية، في وقت وصف سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين، قرار نتنياهو بـ “السيئ”، وقال: “لم تكن هناك رسالة جيدة جراء هذه الخطوة”.
ورأت “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أنه اجتماع الجمعية مهم جدا هذا العام، نظرا لأن العديد من اليهود الأمريكيين أثاروا مخاوف بشأن مشروع نتنياهو للإصلاح القضائي، وعبروا عن تلك المخاوف في رسالة بعثوا بها إلى الحكومة الإسرائيلية، موضحة أن نتنياهو كان بإمكانه استغلال اجتماع   “JFNA” لتهدئة تلك المخاوف.
وأضافت الصحيفة، أن هذا هو الوقت المناسب للتواصل مع العالم اليهودي وطمأنتهم بأن “إسرائيل تظل الدولة القومية للشعب اليهودي في كل مكان، بغض النظر عن الاختلافات، وإعادة تأكيد التزام الحكومة بالحوار والانفتاح على أساس الاحترام المتبادل وحب الشعب اليهودي”.
وأشارت الصحيفة، إلى تكهنات بأن نتنياهو ألغى مشاركته في المنتدى المهم،  تجنبا للاحتجاجات في الشوارع خارج مقر انعقاد المؤتمر والانتقادات داخل القاعة، إذ تعرض رئيس لجنة الدستور والقانون والعدالة وعضو الكنيست سمشا روثمان (الذي دافع عن مشروع التعديلات القضائية)، تعرض يوم الجمعة لمضايقات شديدة أثناء ظهوره في “المؤتمر الصهيوني العالمي” في القدس، حيث اضطر إلى مغادرته من باب خلفي تحت حراسة الشرطة.
وقال القنصل الإسرائيلي العام السابق في نيويورك ألون بينكوس: “نتنياهو هو رئيس وزراء دولة إسرائيل، التي هي دولة الشعب اليهودي، هو (نتنياهو) قال إنه رئيس لوزراء الشعب اليهودي، وهي خطوة كان يجب معها أن تستلزم ظهوره”.
وأضاف بينكاس: “قراره بعدم الحضور كان سخيفا ومحرجا وغير محترم لأولئك الذين جاءوا”.
واعتبر مراقبون أن قرار نتنياهو مقاطعة هذا التجمع اليهودي المهم، هو رد على على رفض الجالية اليهودية الأمريكية دعم خطته للتعديلات القضائية، وتأثير موقفها على إدارة جو بايدن.
وكان نتنياهو أعلن قبل أيام، أنه سيرسل نائبة الليكود اليمينية ماي غولان، المعروفة بتصريحاتها ضد المهاجرين واللاجئين الأفارقة، للعمل كقنصل عام لإسرائيل في نيويورك، ما مثل صفعة على وجه اليهود الأمريكيين الليبراليين والديمقراطيين في الغالب.
وقالت الصحيفة العبرية: “في الوقت الذي يحتاج فيه رئيس وزراء إسرائيل إلى معالجة الروابط الإسرائيلية مع يهود الولايات المتحدة، فإن قراره بتجاهل الجمعية العامة المنعقدة في إسرائيل، ما هو إلا إعلان بأن نتنياهو أدار ظهره ليهود أمريكا”.

اقرأ ايضا: بن غفير يهاجم قرار نتنياهو بمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى